من السهل على امرأة في منتصف العمر مثلي المضي قدما عبر الحياة من دون توجيه اهتمام كبير بمشروبات الطاقة.
بطبيعة الحال، تنامت إلى مسامعي بعض المعلومات عن مشروبات طاقة مثل «مو
نستر» و«ريد بول» و«روكستار» وآمب» وما إلى غير ذلك.لكنني لم أشعر يوما برغبة في شراءها أو تجريب إحداها، ولم أتوقف للتفكير في قيمتها الغذائية أو المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بها.
إلا أن هذا الوضع تبدل عندما بلغ ابني الـ13 من عمره، ذلك أن أي صبي في هذه السن يعد مستهلكا محتملا لمشروبات الطاقة.
ويعمد الأفراد المعنيون بتسويق هذه المشروبات بجد لاجتذاب هذه الفئة العمرية. نظرا لأننا أسرة لا تتناول مشروبات الصودا، شعرت بالدهشة عندما طلب مني ابني تناول «مونستر».
كانت هذه الفكرة تراوده منذ فترة نظرا لترويج الكثير من أبطال الرياضات الخطيرة الذين يهواهم لها، ثم بدأ أصدقاؤه في إخباره عن مدى جودة مذاق هذه المشروبات.
مثلما تعاملنا مع مشروبات الصودا، اتفقنا أن بمقدوره تناول مشروب للطاقة من حين لآخر على سبيل التجربة والاستمتاع.
لكن هل كانت تلك فكرة جيدة؟
أوضحت ماري كلير أوبريان، المساعدة في قسم طب الطوارئ في «بابتيست ميديكال سنتر» التابع لجامعة ويك فوريست، أن جميع مشروبات الطاقة تضم المركبات الأساسية ذاتها: الكافيين وهو منشط يمكن الحصول عليه من مصادر مختلفة، بينها أعشاب و«بعض أنواع السكريات»، غالبا تكون الغلوكوز أو السكروز.
فيما وراء ذلك، أشارت إلى أن هذه المشروبات تحوي حامض أميني مثل تورين أو إل ـ كارنيتين وأعشاب (جنكه بيلوبا وجينسنغ) وفيتامينات (خاصة فيتامين ب).
قد يبدو هذا التركيب للبعض وكأنه يحمل قيمة غذائية كبيرة، لكن أوبريان أنه تتوافر أدلة قليلة، حال وجودها من الأساس، تدعم قيام مثل هذه المكونات بمهمة معينة.
وأشارت أندريا غيانكولي، المتحدثة الرسمية باسم «اتحاد الحمية الأميركي»، إلى أنه «مثلما الحال مع الكثير من المكملات الغذائية، يجري وضع كميات ضئيلة من عنصر ما في هذه المشروبات من دون إجراء أبحاث كثيرة تكشف إذا كانت تترك أي تأثير».
واستطردت غيانكولي موضحة أن مشروبات الطاقة تنتمي إلى فئة «المكملات الغذائية« وهي فئة من الأطعمة لا تخضع لتنظيمات صارمة. من ناحية أخرى، أكدت مورين
|
وتتفق أوبريان وغيانكولي وستوري على أن اتخاذ قرار بشأن أي من مشروبات الطاقة تتوافق مع نظام الحمية الذي يتبعه شخص ما يعني قبول تناول كافيين وسكريات.
ويتنوع محتوى الكافيين بين الأنواع المختلفة من المشروبات ومن العسير تقدير حجمه. مثلا، يضم «ريد بول»، أول مشروب طاقة يحقق نجاحا كبيرا في الولايات المتحدة (أواخر ثمانينيات القرن الماضي) يتضمن 80 ميليغرام من الكافيين في علبة تسع 8.4 آونس و114 ميليغرام في عبوة الـ12 آونس، حسبما مكتوب على العبوة.
المسكنات تجعل الخلايا السرطانية تدمر نفسها
الاقلاع عن التدخين يساعد عل خفض التوتر!
لمتابعة جديد معلومات عامة و امراض على بريدك اشتركي هنا
ويمكنك مقارنة ذلك بـ34 ميليغرام في علبة الكوكا التي تزن 12 آونس و38 ميليغرام في علبة البيبسي. أما مشروب «مونستر« فلا يشير إلى محتوى الكافيين على نحو منفصل، وإنما يضمه إلى مجموعة من المكونات تحت عنوان «مزيج طاقة»، تشكل في مجملها 2.500 ميليغرام لكل ثمانية آونس.
وقد تحدثت إلى مسؤول في شركة «مونستر للمشروبات« ذكر أن العبوة التي يبلغ وزنها 16 آونس قد تضم 160 ميليغرام من الكافيين.
إلا أن جميع المستهلكين يتلقون نصيحة ع
الحساسين تجاه الكافيين».
وأوضحت أوبريان أنه «ليس هناك سبيل يمكننا من التعرف على حجم الكافيين الذي نتناوله من خلال مشروبات الطاقة»، وأعربت عن قلقها من أن بعض هذه المشروبات ربما تتضمن معدلات من الكافيين أعلى بكثير عما نظن.
وتجعل تنظيمات «إدارة الأغذية والأدوية« غير الصارمة من العسير مقارنة مشروبات الطاقة والمشروبات الأخرى.
لكن لماذا القلق حيال الكافيين؟ شرحت أوبريان أن تناول جرعات كبيرة من الكافيين يمكنها إصابة الشخص بالقلق والأرق والعصبية وارتفاع ضغط الدم وتسارع نبضات القلب.
وأضافت غيانكولي من ناحيتها أنه حتى حال وجود الكافيين في مشروب ما بمعدلات منخفضة نسبيا، «فإنه حال تناول صبي غير معتاد بالفعل على الكافيين لهذا المشروب« فإنه ربما يشعر بآثار الكافيين على نحو أكثر حدة.
أكثر ما يثير قلق غيانكولي السكريات الموجودة في مشروبات الطاقة، وقالت: «هذا تحديدا ما تعنيه كلمة «طاقة»: السعرات الحرارية، وليس الكافيين»، رغم أن بعض أنواع مشروبات الطاقة تعرض أنماط بها نسب ضئيلة من الكربوهيدرات أو ملائمة لمن يمارسون حمية غذائية، فإن العلبة التي تزن 16 آونس من مشروب «مونستر« تضم 200 سعر حراري، ما يعادل السعرات الحرارية في «كوكا« أو «بيبسي»، حاليا، يحدوني الأمل في أن تكون الفترة الراهنة مؤقتة وسرعان ما يتجاوزها ابني، بل وربما يستفيد بعض الدروس الغذائية منها.
كما أتطلع بعين حذرة إلى شيوع مسألة المزج بين الكحول والكافيين، خاصة بين طلاب الجامعات والبالغين من الشباب.
والتساؤل الذي يراودني دوما الآن: هل كان من الصواب أن أدع ابني يتناول هذه المشروبات من حين لآخر؟ قطعا هذا ما آمله، لكن الوقت وحده من يملك الإجابة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
أتمنى ان وفقت فى طرحى فى المدونة فان اصبت من لله وحده وان اأخطئت فا من نفسي والشيطان "أتمنى للجميع التوفيق والنجاح"