سر السعادة الحقيقيّة

هذه المقاله تضم سر السعادة الحقيقيّة  بالنسبة لي .
قبل 12 سنة بدأت رحلتي بالبحث عن السعادة , فكنت أسأل معظم الأشخاص عن سبب سعادتهم  ,
جلست مع أحد الأشخاص وكان من الطبقة الكادحة جدّاً , فكان دائما ما يقول لي , لو زاد مرتّبي الشهري ألف ريال فقط سأكون أسعد شخص  , سبحان الله قدّر الله لهذا الشخص العمل في جهة أخرى وتضاعف راتبه تقريباً , ولكن لم تتبيّن السعادة في عينه ,

فقلت له :يا فلان ألم تتمنى أن يزيد مرتّبك ألف ريال فقط لتحصل على السعادة ؟
لماذا أشعر بأنك لم تتغيّر ؟
فقال لي: كلّما زاد المستوى المعيشي زادت مصاريف الشخص وأسرته  , لا أعلم أتمنّى زيادة أخرى ,لعلّي أشعر بالسعادة بعدها .
جلست مع شخص أخر صرف أكثر من 63 الف ريال سعودى في ثلاث أيّام فقط , ولكنّه لم يشعر قط بالسعادة !.
فأدركت أن المال ليس سر السعادة  أيضاً .
ذهبت مع أحد أصدقائي  لبيع قطعة من الأرض كان يمتلكها ,  فجلسنا في مكتب العقارات , كان هذا المكتب بأسم هذا الشخص وليس هذا فقط , فقد كانت البناية للشخص نفسه , قام هذا المكتب بدور الوساطة وحصل  على مبلغ خمسين ألف ريال لقاء دور الوساطة ,  وخلال  الفترة الّتي قمنا ببيع الأرض فيها صادف وجود أربعة أشخاص غيرنا ينتظرون دورهم للإنتهاء من بيع أراضيهم , فقلت في نفسي , ماشاء الله تبارك الله , أعتقد أن هذا الشخص سعيد , لكن سبحان الله ,
قال لنا هذا الشخص:
بالأمس كنت عند أحد الأصدقاء وكان يمتلك السيارة الفلانية وله شاليه خاص على البحر  ناس مرتاحة  هنيئاً له !!!.
ضحكت من كلامه , حتى هذا الشخص لم يكن مرتاح مع كل ما يملك .
بعد هذا الموقف , أجزمت أن السعادة الحقيقة ليست بما يمتلكه الشخص من مال أو عقارات أو  أي شيء من المظاهر .
فقلت ربّما تكون السعاده موجوده بسبب الأصدقاء , فعلاً أسعد أوقات حياتي كانت تلك الّتي كنت أقضيها مع أصدقائي المقرّبين , ولكن إنشغال كل واحد منّا بأمور الحياة جعل درجة الصداقة تقل بحيث أصبحنا مجرّد معارف ! .
فرابط الصداقة مع الوقت يقل , أذاً  كيف استطيع ان اشعر بالسعادة اذا ذهبت لبلد أخر أو أي ظرف جعلني أبتعد عن أصدقائي ؟
اذا ليست الصداقة أيضاً هي سر السعادة الحقيقيّة .
فقلت في نفسي :ربّما تكون السعادة الحقيقيّة بعد الزواج , لأن الزواج استقرار وراحة للبال ,
فعلا الزواج راحة للبال واستقرار , ولكن بعد انجاب الأطفال تمر على الإنسان فترات متعبة , تجعله يفكّر تارة  ويتضايق أخرى, فالزواج أيضاً ليس سر السعادة الحقيقيّة  .
قد يكون المال , المظاهر , الأصدقاء , الزواج , الأطفال … الخ  أحد مسبّبات السعادة ولكن ليس سرّها المنشود.

لكن أين هي السعادة الحقيقية , وكيف أجدها يا ترى ؟

بالحقيقة ,السعادة الحقيقية موجودة  وكل شخص يستطيع أن يصل إليها , ما بحثت عنه خلال سنوات عديدة كان موجود أمامي ولكني لم أنتبه له ,أو بمعنى أصح لم أجد لذّته بسبب أو لأخر.

السعادة الحقيقيّة يستطيع أن يصل إليها المعافى والمبتلى , الفقير والغني , المتزوّج والأعزب !!

اين  هي يا ترى وما هو سرّها ؟

السعاده تكمن في شيء واحد فقط ,

أين هو رب العالمين في حياتك ؟

هل أنت قريب من رب العاليمن ؟

هل رب العالمين موجود في حياتك اليومية ؟

إذا أيقنت ان الرزق من الله , سترتاح لأنه  سبحانه وتعالى هو من خلقك  وخلق رزقك معك , فنم قرير العين على رزقك .

اذا ايقنت أن كل نعمة من الله فسوف تستحي من أن تستخدم نعمة لمعاصيه .

اذا ايقنت أن كل بلاء من نفسك , فسوف تتوب  لكي ترجع لك  عافيتك .

اذا ايقنت أن الله سميع بصير قدير , فسوف لن تشكي لمخلوق همّك , بل ستشكو ضرّك وفاقتك الى الله  .

واذا أيقنت ان الله عادل فسوف لن تشكو خالقك الى مخلوقاته .

اذا احببت الله , فسوف تنتظر الثلث الأخير من الليل بفارغ الصبر لكي تدعو الله وتطلب ما تريد  .

إذا فالسعادة الحقيقيّة تكمن في حب الله سبحانه وتعالى

فحب الله سبحانه وتعالى يولّد القناعة , وهي  مجرّد مفتاح للسعادة  الحقيقيّة .

اللهم اجعلنا ممن تحب وترضى

تصنيف : قسم المقالات المختاره: