عندما يصاب أحدنا بارتفاع بسيط في درجة الحرارة ، ردة فعله المتوقعة والطبيعية هي أن يذهب للطبيب ، ثم يرتاح في منزله ليوم أو يومين ، لكن كيف ستكون ردة فعله تجاه أعراض مختلفة لا تلاحظ بسهولة ملاحظة تغير رقم ما على مقياس الحرارة.
لتقريب الفكرة سنستعرض معا موقفا قد يحدث لأي منا ، عبير أصبحت تصاب بنوبات صداع بسيطة متكررة بالإضافة إلى فقدان الشهية وصعوبة في الاستيقاظ مبكرا ، أضف إلى ذلك أنها أصبحت تتجنب صديقاتها ، مفضلة البقاء في السرير والنوم ساعات طويلة خلال اليوم.
خوفا من أنها قد تعاني من الاكتئاب ، نصحتها صديقتها "مي" برؤية "مختص" لمعرفة السبب وراء هذه الأعراض.
لكن من هو هذا المختص القادر على مساعدة عبير؟ هل هذا المختص هو طبيب نفسي أم أخصائي نفسي؟
يأتي هنا السؤال الشهير الذي يسأل على الدوام ، ما الفرق بين الأخصائي النفسي و الطبيب النفسي؟وما الفرق بين علم النفس و الطب النفسي؟
بسبب التداخل الكبير ما بين مهامهم في رعاية المرضى قد يختلط أمر كهذا على الكثيرين ، عموما هناك العديد من الفوارق الجوهرية بينهما سنتطرق لبعضها في موضوعنا هذا.
1 -- المسار التعليمي :
نجد هنا فرقا كبيرا بين المجالين ، من حيث المسار التعليمي ، فالأطباء النفسيون هم من خريجي كلية الطب ، ويتم تدريبهم لمدة سنة في مجال الطب العام. ثم بعد حصولهم على شهادة الطب العام والجراحة ، يبدؤون بالالتحاق ببرنامج الزمالة في الصحة النفسية وهي عبارة عن أربع سنوات من التدريب في الطب النفسي. خبرتهم عادة ما تنطوي على العمل في قسم الطب النفسي في مستشفى متخصص مع مجموعة متنوعة من المرضى من الأطفال والمراهقين والبالغين وتحت إشراف استشاريين متخصصين.
من ناحية أخرى الأخصائيون النفسيون هم من خريجي كلية الآداب والعلوم الإنسانية ، مدة دراستهم في الغالب أربعة سنين ، يتخصصون بعدها في مجال "طب النفس الإكلينيكي".
2 -- طريقة العلاج :
من أكبر الفروق بين الطبيب النفسي والأخصائي النفسي تلك التي تكمن في طريقة العلاج ، لأن الأطباء النفسيين هم في الأساس خريجو كلية الطب -- كما ذكرنا سابقا -- فمن صلاحياتهم وصف الأدوية لمراجعيهم.
أما الأخصائيون النفسيون فهم يركزون على معالجة المشاكل النفسية والعقلية للمرضى الذين يعانون من اضطرابات سلوكية. وبإمكانهم أيضا إجراء الاختبارات النفسية ، وهو أمر حاسم ومهم في تقييم حالة الشخص النفسية وتحديد المسار الأكثر فعالية له من العلاج. ومن مهامهم أيضا تكوين رابطة علاجية مع المريض واستكشاف طبيعة المشكلات النفسية وتشجيع طرق التفكير والتصرف والشعور الجديدة لديه. ومن بعض طرق العلاج التي يستخدمها الأخصائي ؛ العلاج النفسي الديناميكي ، والعلاج السلوكي المعرفي ، والعلاج الإنساني والوجودي ، والعلاج العائلي أو الجماعي.
بعد أن ذهبت عبير لطبيب العائلة خاصتها ؛ لتستشيره في نوعية المختص القادر على مساعدتها ، نصحها برؤية أخصائي نفسي الذي بدوره قد يحولها لطبيب نفسي إن احتاجت لبعض الأدوية إضافة لعلاجها النفسي.
الأخصائي النفسي والطبيب النفسي يعملان دوما جنبا إلى جنب لعلاج الأعراض من الناحيتين السلوكية والإكلينيكية (السريرية) ، ويتقاسمون شرفا كبيرا في تحسين حياة مراجعيهم ، ليشعروا بطريقة أفضل.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
أتمنى ان وفقت فى طرحى فى المدونة فان اصبت من لله وحده وان اأخطئت فا من نفسي والشيطان "أتمنى للجميع التوفيق والنجاح"