هل تفصح عن حقيقة مشاعرك
أعتقد أن معظم المشاكل التّي تنتهي بالطلاق أو المشاكل الّتي تنتهي بقطع العلاقة بين الأصدقاء هي نتيجة كتم بعض المشاعر كالغضب أو الزعل أو لربما العتب ,ولعلّ الطرف الأخر لا يعلم عن حقيقة هذه المشاعر أو أنه ببساطه لا يعتبر ما قد بدر منه غلط أصلا ! فلو أن شخصا أحسّ أن صديق له إنتقص من قدره وبعد هذا الشعور ذهب لصديقه وأخبره بحقيقة شعوره ,أعتقد أن هذا الصديق سيبيّن له السبب من هذا التصرّف وسيعتذر إذ لزم الأمر وفي النهاية ستتّضح الصوره وسينتهي العتب , وهذا التصرّف مطلوب من قبل الزوجين أيضا فكم من زوج أو زوجة كتموا حقيقة مشاعرهم لسنوات , وفي لحظة إنفجرت مشاعرهم مرّة واحده فصبوّا كتمان سنوات في موقف واحد ونتيجة لهذا الإنفجار حدث الطّلاق .
لو أن أحد الزوجين شعر بنوع من الإهانة بسبب فعل من أفعال الطرف الأخر فأنا أعتقد انه يتوجّب عليه الإفصاح عن هذا الشعور , لعل الطرف الأخر قصد شيئا أخر !!
وبالمقابل إذا احب أحد شخصاً في الله , من الأفضل أن يخبر هذا الشخص عن حقيقة مشاعره فإنه أبقى في الألفة وأثبت في المودة .
ولنا في رسول الله أسوةٌ حسنه فقد روي عن النبي صل الله عليه وسلّم انه قال:
(إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليعلمه،فإنه أبقى في الألفة،وأثبت في المودة) (حسن ) 280صحيح الجامع.
قرأت قبل سنوات قصة أعجبتني عن هذا الموضوع , حدثت القصة بأمريكا , لا أذكر الأسماء بالضبط سأرمز لهما ب ميري وجون .
ميري كانت من معارف جون و أتّفقوا على الزواج وفعلا تزوّجوا , لاحظ جون تصرّف غريب من زوجته ميري ولكنه لم يفصح لها ما بداخله ونتيجة لهذا التصرّف أحس جون بالغضب إتّجاه زوجته , فقد كان جون يستيقظ يوميّا من النوم قبل ميري وكان يضع المنشفة عند المسبح فكانت ميري تستيقظ وتذهب لأخذ الدش قبله وتستخدم المنشفة التّي يضعها توم .
{ ملاحظه الحياة بالغرب منفرده بمعنى أن حتى الزوجين كل شخص مسؤول عن احتياجاته من إلى ,وأسلوب ميري يعتبر شاذ }
أما من ناحية ميري فقد كانت عند رؤية المنشفة تقول في نفسها كم أنا محظوظه أنني حظيت بزوج مثل جون فهو شخص رومنسي يجهّز لي المنشفه بشكل يومي , وكانت هي الأخرى لم تفصح لجون عن حقيقة مشاعرها ,فبعد مرور شهر تقريبا على هذه الحاله قالت ميري لجون أريد أن أخرج معك يا عزيزي إلى مطعمنا المفضل لنتناول وجبة العشاء , إبتسم جون وقال في نفسه سوف تكون هذه الفرصه من أنسب الفرص لإخبار ميري عن تصرّفها الّذي يزعجني.
عند المساء خرج جون وميري وذهبا للمطعم , قالت ميري لجون : أريدك أن تطلب شيئاً مميزاً لأن هذا اليوم يعتبر مميز !
ظهر العجب على وجه جون فهذا اليوم لا يصادف أي مناسبه يعرفها, وبعد أن طلب كل واحد طلبه ,قال جون لنفسه : سوف أخبر ميري الأن عن تصرّفها المزعج وبهذه الطريقة أكون قد وضعت النهايه له .
وبينما هو بهذا التفكير , إذ بميري تقول لجون : حبيبي أغمض عينيك.
أغلق جون عينيه , فقالت له ميري : إفتحها الأن , وعندما فتح عينيه وجد أن ميري أعطته علبه بها هديه عبارة عن قلم أنيق .
أندهش جون من هذا التصرف فلم تعطي ميري لجون مهلة لهذا العجب فقالت له : عزيزي جون لطالما كنت رومنسيا معي منذ بداية زواجنا إلى صباح هذا اليوم , فكنت تستيقظ يوميا قبلي وتضع لي المنشفة لكي أستخدمها بعد أخذ الدش .
سكت جون وأحس بالخجل لأنه ظلم ميري وظن بها السوء.
ونصيحتي هي , دائما أفصح عن حقيقة مشاعرك للأشخاص المقرّبين لك ولا تجعل دخّان الشعور السيء يخيّم على بصيرتك .
0 التعليقات:
إرسال تعليق
أتمنى ان وفقت فى طرحى فى المدونة فان اصبت من لله وحده وان اأخطئت فا من نفسي والشيطان "أتمنى للجميع التوفيق والنجاح"